زكاة الفطر، صدقة العطاء والامتنان، فريضة إسلامية تجب على كل مسلم ومسلمة في نهاية شهر رمضان المبارك، لتطهير النفس من ذنوب الشهر الفضيل، وإدخال الفرحة والسرور على قلوب الفقراء والمساكين في يوم العيد.
زكاة الفطر، بركة من الله تنزل على الأمة الإسلامية في نهاية الشهر المبارك، لتزيل عنها غبار الذنوب والخطايا، وتنمي في نفوسها روح التراحم والتكافل الاجتماعي.
زكاة الفطر، رمز للوحدة والتآخي بين المسلمين، حيث يتساوى فيها الغني والفقير، والصغير والكبير، لتجتمع قلوبهم على حب الله ورسوله، وعلى التعاون على الخير والإحسان.
فبادروا أخوتي المسلمات والإخوة المسلمين إلى أداء زكاة الفطر في وقتها، لننال بركاتها وفضائلها، ولنسعد الفقراء والمساكين في يوم العيد المبارك.
زكاة الفطر في الأحاديث
1620- عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.
وَلِأَحْمَدَ وَالْبُخَارِيِّ وَأَبِي دَاوُد: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي التَّمْرَ إلَّا عَامًا وَاحِدًا أَعْوَزَ التَّمْرُ فَأَعْطَى الشَّعِيرَ.
وَلِلْبُخَارِيِّ: وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ.
1621- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا
مِنْ زَبِيبٍ”. أَخْرَجَاهُ.
وَفِي رِوَايَةٍ: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ إذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: إنِّي لَأَرَى مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّام يَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ”. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: “فَلَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ”. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ، لَكِنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَلَا أَزَالُ … إلَخْ. وَابْنُ مَاجَهْ لَمْ يَذْكُرْ لَفْظَة “أَوْ” في شيءٍ مِنْهُ.
وَلِلنَّسَائِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ”، وَهُوَ حُجَّةٌ فِي أَنَّ الْأَقِطَ أَصْلٌ.
متى تؤدى زكاة الفطر في عيد الفطر؟
زكاة الفطر واجبة على جميع المسلمين، ويجب دفعها خلال فترة زمنية محددة حتى تكون صحيحة. إن تفويت الموعد النهائي للزكاة دون سبب مقبول هو ذنب ويجب تعويضه في أقرب وقت ممكن. يجب دفع زكاة الفطر بين غروب شمس اليوم الأخير من الصيام وبدء صلاة العيد التي تقام بعد شروق الشمس في اليوم التالي مباشرة. ومع ذلك، يمكن أيضًا دفعها قبل هذا الوقت، مثل العديد من صحابة الرسول الذين دفعوا زكاة الفطر قبل يومين من عيد الفطر.
في الوقت الحالي، أصبحت عملية دفع زكاة الفطر عبر الإنترنت في بداية أو منتصف شهر رمضان ممارسة مقبولة على نطاق واسع. هذا يضمن وصول الصدقة إلى مستحقيها قبل يوم العيد. يُعتقد أنه يجب دفع الصدقة قبل صلاة العيد. هذا يضمن أن الفقراء والمحتاجين الذين يتلقون زكاة الفطر يمكنهم استخدامها لإعالة أطفالهم وأسرهم في يوم عيد الفطر. كان ابن عمر رضي الله عنهما من صحابة الرسول الكرام يعطي زكاة الفطر للمحتاجين قبل يوم أو يومين من عيد الفطر. قال ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أن تُعطى الصدقة قبل ذهاب المسلمين لأداء صلاة العيد.
من تجب عليه زكاة الفطر؟
زكاة الفطر واجبة على جميع المسلمين حول العالم، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الحالة الاجتماعية أو الوضع المالي. ومع ذلك، هناك عدد قليل من الاستثناءات، مثل أولئك الذين لا يمتلكون ما يكفي من الطعام أو المأوى أو الملابس أو الأساسيات الأخرى لتستمر معهم ليوم العيد.
كم تبلغ قيمة زكاة الفطر؟
الحد الأدنى لقيمة زكاة الفطر التي يجب دفعها هو صاع من الحبوب أو الطعام أو الفاكهة المجففة. الصاع هو وحدة قياس كانت تستخدم في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الصاع يساوي 3.28 لترًا أو ما يقرب من 2.8 كجم من القمح، أو 2.73 كجم من الأرز، أو 2.4 كجم من الشعير، أو 2.7 كجم من التمر. في وقتنا هذا، يمكن للمرء أيضًا اختيار دفع مبلغ نقدي يعادل قيمة صاع واحد. يجب على الذين هم فوق المتوسط من حيث الثراء أن يحاولوا دفع زكاة الفطر أكثر من الحد الأدنى المطلوب وهو صاع واحد.
الفرق بين الزكاة والفطرة
من واجب جميع المسلمين دفع الزكاة والفطرة إذا كان لديهم القدرة على ذلك. تشير كل من الزكاة (وتسمى أيضًا زكاة المال) والفطرة (وتسمى أيضًا زكاة الفطر) إلى الأعمال الخيرية الإلزامية. إنها بمثابة وسيلة للعبادة والتطهير. إنها توفر للمسلمين وسيلة لإظهار امتنانهم لله على كل ما أنعم عليهم به وإظهار الشفقة على المحتاجين. يكمن الاختلاف بين الزكاة والفطرة في من يحق له الدفع ومتى يكون التبرع مستحقًا والمبلغ الذي يجب دفعه.
تشير الزكاة إلى مدخرات المسلم وهي وسيلة لتطهير كسبه. كل من جمع قدراً معينًا من المدخرات على مدار العام ملزم بدفع الزكاة في أي وقت من السنة. من ناحية أخرى، فإن الفطرة واجبة على كل من هو قادر على الدفع، والذي يُعرف بأنه كل من لديه ما يكفي للأكل لمدة يوم وليلة. عادةً ما يكون مبلغًا أقل من الزكاة ويجب دفعه قبل أداء صلاة العيد للاحتفال بنهاية شهر رمضان.
الصدقة جزء كبير من الإسلام، ويتم تعليم جميع المسلمين أن يكونوا سخيين وحنونين تجاه أولئك الذين لا يحالفهم الحظ العظيم. يصبح المجتمع المسلم أكثر سخاءً خلال شهر رمضان. وهم ملزمون بدفع الفطرة للمحتاجين قبل بدء صلاة العيد. التبرع هو وسيلة رائعة لضمان حصول الجميع على فرصة المشاركة في مبهج وسرور عيد الفطر.
حقائق عن زكاة عيد الفطر
هل يمكن للمرء أن يدفع أكثر من الحد الأدنى المطلوب للفطرة؟
نعم، إذا كان الشخص قادرا، يمكنه أن يدفع بقدر ما يريد. في الواقع، يتم تشجيع المسلمين على القيام بأكبر قدر ممكن من الأعمال الخيرية للحصول على المزيد من المكافآت والبركات.
من يمكنه الحصول على الفطرة؟
المسلمون الفقراء هم المستفيدون الشرعيون من التبرعات.
هل يجوز إخراج الفطرة بعد صلاة العيد؟
ويجب دفعها قبل بدء صلاة العيد. وإذا دفعت في وقت لاحق، تعتبر الصدقة صدقة ويقل أجرها.
هل يجب على الجميع دفع الفطرة؟
نعم، يجب على جميع المسلمين القادرين على ذلك أن يتبرعوا.
هل يجوز إخراج الفطرة نقدا؟
نعم يجوز للمسلمين أن يتبرعوا نقدا بشرط أن يتم ذلك في الوقت المحدد مع استيفاء الحد الأدنى من المبلغ.
